شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
133451 مشاهدة
عظمة مخلوقات الله دليل على عظمته

...............................................................................


كذلك أيضًا عظمة مخلوقاته دليل على عظمته فنحن على هذه الأرض. الأرض التي يتقلب عليها العباد هي صغيرة جدًّا بالنسبة إلى بقية مخلوقاته. مخلوقاته كلها صغيرة بالنسبة إلى عظمته، وإلى عظمة جلاله سبحانه.
وكذلك ذكر في الأحاديث أن الأرض سبع أرضين، ونحن لا نشاهد إلا واحدة أين البقية؟ لا يعلمها إلا الله قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ أي وأرضين سبع مثلهن فسبع السماوات بعضها فوق بعض، وسبع الأرضين بعضها تحت بعض، والأمر يتنزل بين السماوات والأرض يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ .
ورد في الحديث ما السماوات السبع والأرضون السبع في قبضة الرحمن، أو في كف الرحمن إلا كحبة خردل في يد أحدكم كمثل حبة خردل ماذا تشغل حبة الخردل أو مائة حبة أو ألف حبة في كف الإنسان؟ فهذا عظمة الله تعالى.